تداولت مجموعة من المواقع الإخبارية بخصوص إندلاع أزمة دبلوماسية بين الجزائر والسعودية بسبب رفض قائد الجيش الجزائري السعيد شنقريحة أداء العمرة بعد ما تعرض لأكبر إهانة ، وأنه أخيرا رجع إلى الجزائر خالي الوفاض بعد ما انتظر أسبوعين لقاء بن سلمان دون جدوى ، والحقيقة أن الأزمة بين البلدين ليس لها علاقة برفض شنقریحة أداء العمرة والأمور أخطر من ذلك بكثير وهذا الشيء الذي غاب عن شنقريحة، فزيارته إلى السعودية بدأت في 3 فبراير، وبإستثناء صورة عادية مع وزير الدفاع السعودي الشاب ، هذه الزيارة لم تسفر عن شيء ملموس، هذا في الوقت الذي نظام الجزائري كان يعلق أمل كثير على هذه الزيارة الرسمية التي إنتهت بعودة مذلة ومثيرة للشفقة بعد ما اختار شنقريحة في الزيارة الى الرياض الشكليات ، كما أن أي زيارة رسمیة یتم تحدید تاریخ بدایة وتاريخ نهاية هذ الزيارة لكن زيارة شنقريحة التي بدأت في3 فبراير والمناسبة كانت هي المشاركة في معرض الدفاع العالمي الذي أقيم في الرياض في الفترة من 4الى 8 فبراير وإنتهى الحدث يوم الخميس الماضي ،وبقي شنقريحة يتوسل لقاء بن سلمان وبقي عنده أمل أنه يتم قبول طلبه لقاء ولي العهد السعودي لكن في النهاية شنقریحة رجع ومع هذه الصورة
التي إلتقطت يوم 6 فبراير مع وزير الدفاع السعودي.
شنقريحة كانت عنده أهداف أخرى وأعز أمنياته كانت هي أن يقيم له ولي العهد الرجل القوي في المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان حفل استقبال ، وهذا هو السبب الذي جعل الإقامة تمتد، وفي النهاية رفض قصر الرياض أن يفتح له الأبواب وفشل شنقريحة في المهمة التي تم تكليفه بها، وهي إجراء حوار مباشر مع محمد بن سلمان .
وبغض النظر عن الأمور التي كان يريد أن يناقشها مع محمد بن سلمان هناك مسألة مهمة ربما نساها شنقريحة لكن لم ينساها بن سلمان وهي رفض الجزائر الوساطة السعودية من اجل تسوية الخلاف مع المغرب وهذا شيء ثقيل جدا ليس دبلوماسيا وسياسيا فحسب لكن إنسانيا أيضا .
ربما شنقریحه غیر مستوعب لخطورة الأمر وأن السعودية لا يرد عليها بالطريقة التي كان رد بها وزير الخارجية السابق العمامرة حين سئل عن الوساطه التي قام بها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وقال العمامرة بخشونه لا وساطة مع المغرب سواء أمس أو اليوم أو غدا .
فالشيء الذي غاب عن شنقريحة وجماعته هو أن السعوديين وأمرائهم ياخذون الواسطات ليس بالمعنى الدبلوماسي فقط لكن بمعناها الشخصي أيضا فالسعوديين حين يتدخلوا في وساطة ما ويتم ردهم خائبين هذا أمر ثقيل فإذا كان شنقريحة لا يعرف هذهالامور فهذه مصيبة أما اذا كان يعرف المصيبة أعظم.
قائد الجيش الجزائري شنقريحة وللتعبير عن قلقه من تجاهل ولي العهد محمد بن سلمان وعدم منحه مقابلة رسمية او حتی خاصة، رفض عمرة مدعومة بالكامل من وزارة الدفاع السعودية وقال لهم أنه ليس بحاجة الى أداء العمرة وذكرت بعض المصادر أن رفض شنقریحة أداء العمرة تسبب في ازمة دبلوماسية خطيرة بين البلدين والحقيقة هي أن العلاقات السعودية الجزائرية تدهورت بشكل خطير ليس بسبب مسألة العمره وإنما حين أظهر الجزائريون رفضهم الوساطة السعودية بين الجزائر والمغرب، ومن ذاك الوقت محمد بن سلمان رفض ثلاثة مرات دعوات رسم من الرئيس الجزائري لزيارة الجزائر ، لذلك بن سلمان لم يكن في عجلة من أمره لإستقبال مبعوث الرئيس الجزائري، وفي النهاية رفض إستقباله خاصة ان المبعوث شخصية عسكرية مثل شنقريحة ..