بخصوص اللقاء الذي جمع نائبة وزيرة خارجية جنوب إفريقيا أمس الأربعاء بما يسمى ممثل البوليزاريو في هذا البلد وتمحورت المحادثات بين الطرفين حسب قولهم في إطار سبل تعزيز العلاقات الثنائية وبحث آخر التطورات المتعلقة بقضية الصحراء على الصعيدين الاقليمي والدولي وجا هذا اللقاء بعد ساعات قليلة من اللقاء الذي عقد في نفس اليوم في جنوب إفريقيا بين وزیرة خارجية جنوب إفريقيا ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستيفان ديمستورا وفيختام لقائها مع المبعوث الأممي أعلنت رئيسة الدبلوماسية عن تقديم ديميستورا مقترحات لتسوية النزاع في الصحراء من دون إعطاء المزيد من التفاصيل وخلال رد على اسئلة الصحفيين حول هدف زیارة دیمستورا الى جنوب افريقيا اكتفت وزيرة الخارجية بالقول أن النقاش كان مفيد وتميز بدراسة بعض المقاربات المتعلقة بقضية الصحراء واعتذرت عن عدم الخوض في هذا الموضوع وقالت أن هذه الأسئلة سرية وأنها تحتاج إلى وقت تقديم الرد على المقترحات.
للتذكير زيارا ديمستورا جأت بدعوة من جنوب إفريقيا حسب ما أعلنته الأمم المتحدة .
دعوة ديمستورا في اجتماعات مع كبار المسؤولين في جنوب افريقيا لمناقشة مسألة الصحراء ما هو إلا اصرار على اتخاذ خطوات استفزازية تجاه المغرب.
وطرحت استجابة ديمستورا لهذه الدعوة العديد من التساؤلات حول الفحوى وأجندة الزيارة ،على إعتبار أن جنوب إفريقيا التي وجهت الدعوة ليست طرف نزاع كما أن هذا البلد الافريقي معروف بعدائه الشديد للمملكة المغربية ، والكل يعلم توافق هذا البلد معالاطروحات الجزائرية هو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول دوافع ومخرجات هذ الزيارة .
فمنذ نونبر 2021 لم يحقق ديمستورا أي نتيجة هو الآن يواجه الفشل في مهمته من بعد ما أصبحت الثقة مفقوده فيه ، ويبدو ان ديمستورا يحمل رؤية بعيدة عن الموضوعية اللازمة لتحقيق اي اختراق في هذا الملف.
فالحقيقة هذا الملف لا يمكن حله بهذ الطريقة . وهنا يجب الإشارة لتقرير مركز الأبحاث البريطاني في تحليل أنجزه سير سايمن مايال هو ضابط متقاعد في الجيش البريطاني ومستشار شؤون الشرق الأوسط في وزارة الدفاع. قال الوضع في الصحراء قد يبدو صراع متجمد آخر في عالم تتزايد فيه الازمات هو نوع من الصراعات التي تقف ورائها جماعات مسلحة تسعى عادة لتحقيق أجندات خاصة بدعم من أطراف خارجية ، مما يؤدي إلى إفشال جهود تسوية إلى معاناة انسانية كبيرة وقد يساهم في خلق جو من عدم الإستقرار المتسم بالتطرف والارهاب .
وأوضح التقرير أنه بعد عدة محاولات فاشلة توصل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى خلاصة مفادها أن خطة التسوية القائمة على الإستفتاء في الصحراء غير قابلة للتنفيذ كما أن عملية تحديد الهوية أصبحت مستحيلة.
وهنا يطرح السؤال هل دیمستورا يحاول تغيير الوضع الراهن بعد ما كل الظروف في صالح مبادرة الحكم الذاتي؟؟ وهذا الشيء الذي أشار إليه المعهد الملكي للخدمات المتحدة الذي أعتبر أن المبادرة المغربية هي الخطة الوحيدة ذات المصداقية والتطلعية للمنطقة وان هذه الخطهدة تجسد التزام بمستقبل سياسي واقتصادي واعد للسكان، وتؤكد على سيادة القانون والممارسات الديمقراطية والتنمية المستدامة .
وركز التقرير على أن المغرب أظهر إلتزام تجاه منطقة الصحراء من خلال عقود من الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية والاتصالات وخلق فرص العمل كما أعرب كاتب التقرير عن قلق بشأن الظروف المعيشية للسكان المحتجزين في مخيمات تندوف وقال أنهم يعانون من ظروف مزرية ومحرومين من المستقبل و عاجزين عن إحداث التغيير، في حين قال البوليزاريو التي تدير المخيمات تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية الدولية وأشار التقرير كذلك إلى أن خيارات سكان المخيمات أصبحت محدودة خصوصا الشباب منهم وان الخيارات محصورة بين التطرف والعنف اوالهجرة ، بينما يتمثل الحل في تنفيذ خطة الحكم الذاتي المغربية التي توفر آفاق العمل والازدهار وتحسين الرفاهية العامة لشعوب المنطقة عوض البدائل الأخرى التي تتراوح بين الركود والعودة إلى العنف والتي لا تقدم اي شيء للساكنة بالمخيمات وتشكل في الوقت نفسه خطر جسيم على الأمن والاستقرار .
هذا الخطر حسب الورقة يهدد المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل وفي نهايةالمطاف يمثل تهديد للمنطقة الاور متوسطیة برمتها .هو تهديد يتفاقم ويتسارع بفعل النفوذ الإيراني والأنشطة الخبيثة لفيلق القدس والوكلاء طهران وخصوصا حزب الله . وأبرز التقرير أن العلاقات بينإيران وحزب الله والبوليساريو تتغطى على هذا التهديد الأمني،.
يرى التقرير أن الحلفاء الرئيسيون للمملكة المتحدة بما في ذلك فرنسا والمانيا واسبانيا وهولندا والولايات المتحدة عبروا عن دعمهم لخطة الحكم الذاتي المغربية ويعتبروها أفضل وسيلة لتحقيق مستقبل يقوم على السلام والازدهار وحل الصراعات في المنطقة بالإضافة إلى ذلك يقول التقرير ان غالبية الدول العربية بالإضافة إلى العديد من الدول الأفريقية ومنطقة البحر الكاريبي تبنت موقف مماثل .
وبالتالي تؤكد الوثيقة أن الخطة المغربية للحكم الذاتي هي الحل الوحيد الموثوق والدائم والواقعي ، لذالك يتزايد .الإعتراف به دوليا